الثلاثاء، 5 مارس 2013

كلنا فاسدون


كلنا فاسدون

«أنت تطرح أسئلة عن حب الوطن، وتنكأ جراحاً غائرة فى جسد كل مصرى.. توقفت كثيراً أمام سؤال: لماذا تحتمل مصر كل هذه الأخطاء والخطايا؟! هل لأنها اعتادت ذلك من أبنائها.. أم أنها غرست فينا السلبية وحب المصلحة الشخصية أكثر من المصالح العامة؟! نحن -بالفعل- نخطئ كل يوم، بل كل ساعة ودقيقة.. ولكننا تربينا على الخطيئة.. شربناها فى البيت مع حليب الصباح، وتعلمناها فى المدرسة على السبورة، وترعرعت بداخلنا، وتحولت إلى ثقافة حياة فى الجامعة والشارع والإعلام»!

.. ويستطرد المواطن عمر عبدالحليم، فى رسالته تعليقاً على ما كتبته هنا: «هل تعرف أننى أحاول كثيراً تفسير سلوكيات وأخلاقيات البعض، فلا أجد لها مبرراً؟ مثلاً أن يسرق صاحب مليارات، كما يرتشى موظف غلبان أو يتصرف صاحب فكر وعلم فى الشارع، مثلما يتصرف الجاهل.. الثرى يمد يده فى خزينة الدولة، والموظف الذى يتقاضى ألف جنيه فى الشهر يدس يده كل صباح فى جيبى وجيبك.. والاثنان يشربان دم مصر بدم بارد!

أستاذ الجامعة يلقى بالقمامة فى الشارع.. وساكن العشوائيات يلقيها بجواره.. الطبيب يهمل المريض فى المستشفى العام، ويفتح له ذراعه وقلبه وخزينته فى العيادة الخاصة.. السلوك نفسه الذى تفعله الممرضة.. هى ترى المريض فى المستشفى العام وكأنه عبء عليها، حتى يدس فى يدها ورقة بـ100، بينما تجلس تحت قدميه فى المستشفى الاستثمارى.. الطبيب والممرضة ينتميان لشريحتين مختلفتين، فى الثقافة والعلم والمعرفة والمستوى المادى، ومع ذلك يتصرفان بثقافة واحدة: الفساد والإهمال والسلبية»!!

انتهت رسالة «عمر».. ويبدو أن الرجل فى حلقه غصة مثلى ومثلك.. وسواء كان فى «التحرير» أيام الثورة، أم كان ممن أمدوها بالدعاء والدعم والتأييد، فإنه قطعاً كان يحلم بمصر أخرى.. مصر تتغير من الرئيس إلى المواطن البسيط.. ولكن مصر لم تتغير، لا رئيساً ولا حكومة ولا مواطناً!

المفارقة أن الجميع يتغنى بحب مصر.. مرشحو الرئاسة اتفقوا على عبارة واحدة: «ترشحت لأننى أحب مصر»، ومع ذلك لم يقدم أى منهم إجابة عن سؤال أخطر: «ماذا ستفعل بدقة من أجل هذه المصر؟».. المتصارعون على الكراسى يصرخون: «مصر هى أمى.. ونحن فى خدمتها».. ثم يقطِّعون ملابس بعضهم البعض من أجل السلطة.. وأنا وأنت نسأل أنفسنا: «هى مصر رايحة على فين؟!».. «عايزين مصر تبقى أحسن بلد فى الدنيا».. ثم نطعنها جميعاً.. ونسرقها جميعاً.. ونسأل مرة أخرى: «هى مصر رايحة على فين؟!».. هذا هو الحب الحقيقى!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites