الكلمات «أحذية» المعانى. هكذا يقول مثل إنجليزى. وفى رأسى حروف حائرة تريد أن تستريح على صدر كلمة تشى بمعنى ما. وربما اخترت أن تبدأ الكلمات بحرف التاء بلا هدف مقصود، لكنها كانت «مطيعة» للمعانى التى أسوقها بحرية لا يقف فوقها طائر الخوف. إنها معان تشتبك بلحم الحياة سواء أصبت أم أخطأت، تظل هى قناعاتى والتاء قاطرة المعانى. «تتحضر» مصر أكثر عندما يكون وجود الله فى ضمائرنا أكثر وليست على أفواهنا، وعندما يكون وجود الله ليس لحية أو جلباباً أو طقوساً تجاوزها الزمن.
«تتخلف» مصر أكثر عندما يقف التأسلم بالمرصاد لقصيدة شعر أو لوحة فنان أو فيلم جرىء أو كتاب يفض بكارة الجهل.
«تغتال» الحياة وليست الديمقراطية أن يكون الرئيس إخوانياً ومجلس الشعب إخوانياً ومجلس الشورى إخوانياً والنقابات إخوانية والأخوات محجبات ومنتقبات، وعلى الرافضين لهذه الهجمة، الهجرة الشرعية أو القفز فى البحر.
«تتكاثر» الأبطال فى هذا الزمن معدوم المعايير، ويصعد الأقزام فوق الأكتاف ويقسمون أنهم ثوار بحناجر كاذبة يموت فيها الصدق على الشفاه.
«تتفكك» مصر- الآن- كسيارة، موتورها فى جانب، ودركسيونها فى جانب ثان، وعجلاتها فى جانب ثالث. من يملك أن يقود هذه (السيارة)؟
«تدين» شعب من الشعوب ليس باتباع فرائضه فقط بل بالإيمان الذى يروى صحراء القلوب العطشى وبالعمل الذى هو (صلاة) فى حد ذاته.
«تتعثر» خطى الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حين تفتقد المرونة العصرية، فحياة الرسل والقديسين مختلفة تماماً عن حياتنا فى قرنها الواحد والعشرين (فرق السما من الأرض).
«تختزل» ثورة يناير فى ائتلافات فى حالة نقاش لا ينتهى ومجموعة نشطاء سياسيين على مقاعد مذيعين فضائيين وشهداء ينتظرون القصاص وقدر هائل من الخسائر الاقتصادية.. ودموع حسرة على مصر.
«تمويل» المخربين فى مصر، جفت منابعها تقريباً. لذلك لا أتوقع تخريباً، إنما أتوقع نزيفاً لطاقتنا وهو تخريب غير مدفوع الأجر.
«تحطيم» قاعات المحاكم (آخرها قاعة مجلس الدولة) بسلوك لا مثيل له فى العالم. لكننا بفخر (ننفرد) به مثلما ينفرد البرلمان (بالدستور).
«تبقى» شاطر لو عرفت صورة مصر وكيف تكون فى زمن (الشاطر)؟ هل ستعرف مصر تدفقاً استثمارياً أو سياحياً؟
«تتصارع» الأفكار فى ذهن أى إنسان راصد للمشهد السياسى: هل أمريكا راضية عن الإخوان؟ هل تؤيد مرشحاً بذاته؟ هل هناك أموال دعاية من وراء ستار؟ هل الغضب من ترحيل الأمريكان المتهمين مسرحية هزلية؟ هل أمريكا مازالت ماما؟ هل (إسرائيل) تكسب أمنا من وراء الإخوان. أقصد من وراء تدعيم أمريكا للإخوان؟
«تتقزم» مهنة الرئيس، فالدليل بعض المواطنين الغلابة الذين سحبوا استمارة الترشح للرئاسة. لأن (القوالب نامت والانصاص قامت).
«تسويق» سخيف لتخاذل النخبة المصرية، مع أنى أشهد على نضال مثقف مصرى هو د. جابر عصفور من أجل إرساء قواعد (دولة مدنية)، مع ذلك لا أحد يقرأ، فالجميع وراء الفيس بوك يفتشون.
«تحزن» حزنا إلى نخاع العظم والروح عندما تكتشف أن ثورة قامت فجر الخامس والعشرين من يناير حداشر) لكى تسقط عمارة مصر فى مستنقع ماله قرار، وصار للمصرى البسيط ملامح غريبة. فهو (أحول) من الارتباك و(مذهول) مما يرى و(خايف) من بلطجية طريق و(صامت) من الخوف. إنه يرى الماضى الذى تخلصت منه الثورة قد عاد بمسميات جديدة فيغلق عليه بابه فى انتظار ما لا يجىء!
0 التعليقات:
إرسال تعليق